الصيام والحركة ينشطان عملية التخلص من "القمامة الخلوية"
أن الصوم والجوع يرتبطان بطول العمر والاحتفاظ بالذاكرة ونشاطها وارتفاع مستوى الذكاء، مشددا على أهمية الصيام المنتظم والتغذية الجيدة وممارسة الحركة و الرياضة (وأبسطها المشى)، لتنشيط و تقوية عملية الالتهام الذاتي للخلايا،من كفاءتها ويحميها من الشيخوخة والتلف و الفناء المبرمج.
إلى أن هذه الخاصية تعتبر آلية تدمير طبيعية يتم من خلالها تفكيك المكونات غير الضرورية في الجسم بمعدلات منتظمة، وبموجبها تتخلص الخلايا من مكوناتها المعطوبة والمسنة، وتجدد نفسها وتحافظ على وظائفها الحيوية. ولفت إلى أن الأبحاث والدراسات العلمية التي إجريت قبل 3 سنوات، ثم فوز العالم اليابانى يوشينورى أوهسومى بجائزة نوبل للطب في العام الماضي لاكتشافاته فى ذات المجال، كشفت أن هذه العملية البيولوجية التي تقوم بها خلايا الجسم تلقائيا هي سر الشباب الدائم للخلايا، وأنها الطريقة الوحيدة للتخلص من المكونات المسنة داخل الخلية وإحلالها بمكونات جديدة شابة تساهم في بقاء الكائن الحي على قيد الحياة.
كما فسر العلاقة بين الصوم والالتهام الذاتي بأنه يضمن بقاء المكونات الخلوية أثناء فترة الصيام "الجوع" من خلال الحفاظ على مستويات الطاقة الخلوية والتي يتم فيها عزل المكونات الضارة عن بقية مكونات الخلية، مشيرًا إلى أن اختلال هذه العملية يمهد للإصابة بالسرطانات والعدوى المتكررة والشيخوخة المبكرة ونقص المناعة في حالة ضعفها في الخلايا المناعية، وإصابة الأعضاء الداخلية للجسم بالشيخوخة بالإضافة إلى زيادة فرص الإصابة بالزهايمر .
أن الالتهام الذاتي هو حارس مناعي يعمل لمدة 24 ساعة، ويحرس الخلايا من الداخل ويقوم بصيانتها دوريا بطرده للشوارد الحرة التي تدمرها، بالإضافة إلى قيامه بتنشيط آلية إعادة تدوير المخلفات الخلوية لبناء مكونات مفيدة. وأوضح أن هرمون الجوع " الجريلين " ينشط كافة المستقبلات العصبية في جميع أجزاء المخ ويزيد الانتباه والذاكرة، ويحسن الأداء العقلي والذكاء ويحقق كفاءة جميع أجهزة الجسم، وأن مستوى إفرازه يزيد في حالتي فراغ المعدة والصيام.
وذكر أن فشل أو نقص الأداء في هذه العملية يسبب تراكم "القمامة الخلوية" المكونة من إفرازات وبقايا التهابات، ومكونات ضارة تدمر الخلايا وتسبب شيخوختها، وتضعف من كفاءتها الوظيفية، وأن هناك عوامل عديدة تساعد على تنشيط عملية الالتهام الذاتي للخلايا يأتى في مقدمتها الصوم.
كما قال أن عملية الالتهام تعتبر آلية مناعية تلعب دورا حيويا في تدمير الميكروبات التي تصل للخلايا، كما أنها تسيطر على عملية الالتهابات وتنشط الخلايا المناعية، وإفراز وسائط كيميائية وتحد من الإصابة بالأورام نتيجة قيامها بتدمير الجزيئات المسرطنة أولا بأول، مما يفتح باب الأمل أمام مجالات البحث حول كيفية تنشيط خاصية الالتهام الذاتي لعلاج السرطان .
- وجود 3 أشكال مختلفة من الالتهام الذاتي الذي تقوم به الخلايا، وهي الالتحام مع جسيمات الإذابة، أو التهامها، أو الاتحاد مع البروتينات التي تضبط إيقاع الخلية، لافتًا إلى أن الصوم يزيد من إنتاج هذه البروتينات وهي بروتينات تمنع تواجد المعيب منها وتساعد على توليف بروتينات جديدة ثلاثية الأبعاد داخل الخلية.
0 comments:
إرسال تعليق