العقم من أخطر الأمراض التي تصيب الجنسين، وكانت مسئوليته في الماضي تقع على عاتق المرأة وحدها باعتبارها المسئولة الأولى عن عملية الإنجاب؛ لكن مع التطور والدراسات الحديثة ثبت علمياً أن المسئولية مشتركة وأن النسبة متساوية، وتعد 50% لكلا الجنسين.
وتسبب الأمراض الخلقية أو المكتسبة العقم لدى الرجال حيث تؤثر على قدرة الإنجاب لدى الرجل، وتعوق عملية الإنجاب وقد أفادت الدكتورة ألفت السباعي عضو الأكاديمية الدولية للعقم بنيويورك، :”بأن العقم لدى الرجال يرجع إلى أسباب خلقية وأسباب مكتسبة”.
أولاً- الأٍسباب الخلقية:
يتكون الجهاز التناسلي من العضو الذكري والخصيتين، والخصيتان هما المصنع الذي تتكون به الحيوانات المنوية.
وتتكون الخصية في جدار البطن الخلفي أثناء تكوين الجنين في بطن أمه، وقبل الولادة بأسبوع تنزل الخصية في كيس الصفن.
ويحدث تعطيل في مسار هذه الخصية، وتتخلف عن مسارها الطبيعي وتصبح الخصية معلقة، وقد يحدث ذلك في البطن أو المنطقة الإربية أو في الفخذ، وتتطلب فحوصات وأبحاثاً ثم تجرى جراحة؛ لوضع الخصية في مكانها الطبيعي قبل أن يصل الطفل لعمر 4 سنوات، ويتوقف ذلك على طول الحبل المنوي، فإذا كان الحبل طويلاً تنزل الخصية، وتصل لمكانها، وتصبح النتائج جيدة.
ثانياً – الأسباب المكتسبة وأولها- دوالي الخصية التي تمثل 60% من أسباب العقم لدى الرجال وتقول:
الحبل المنوي يتكون من ضفيرة وريدية وأنبوبة منوية والتي تصل السائل المنوي للخارج، هذه الضفيرة الوريدية وظيفتها الأساسية نقل الدم الفاسد من الخصية إلى الخارج ويكون بها شريان خصوي، والخلل الذي يحدث لهذه الضفيرة الوريدية أنها تتضخم مثل “دوالي الخصية” ويزداد قطرها ويحدث بها دوالي، وتصبح كبيرة الحجم وعندها يتسبب الدم الفاسد في أن تزداد درجة حرارة الخصية بصورة كبيرة والتي تكون درجة حرارتها أقل من درجة حرارة الجسم درجتين ونصف درجة.
وعند حدوث ارتفاع في درجة الحرارة نتيجة الدم الفاسد يحدث احتقان، ويتوقف المصنع عن إنتاج الحيوانات المنوية
كما أن الدم الفاسد به ثاني أكسيد كربون نتيجة التمثيل الغذائي ونتيجة التفاعلات الهرمونية، كما أنه يحدث تهدل للخصية نتيجة قصور الدورة الدموية الناتج عن الاحتقان الشديد، وبالتالي الدورة الدموية لا تسير في مسارها الطبيعي نتيجة الاحتقان المستمر وتضخم الأوردة.
كما أن الدم الفاسد الراكد يفسد عمل الخصية، وتزيد الدوالي من أعداد الحيوانات المنوية المشوهة وعندها يحدث عقم.
وعلاج الدوالي جراحي وليس لها علاج طبي، وكان العلاج التقليدي قطع الوريد الخصوي من المنطقة الإربية أو منطقة البطن، وكان يحدث ارتجاع للدوالي مرة أخرى بعد الجراحة، ولكن الجديد والذي قمت بدراسته وأصبح علاجاً ناجحاً، وقد اكتشفته هو عمل سندات أو تغليف الحبل المنوي حتى لا يحدث له دوالي مرة أخرى أو ترسيب للدم أو تضخم بالأوردة، ويصبح علاجاً نهائياً.
النوع الثاني مرض “تدهن الخصية”:
عند إجراء الأبحاث اكتشفت وجود دهون حول الخصية وداخل الحبل المنوي، وهذه الدهون تزيد من الضغط في الأوردة وفي الضفيرة الوريدية، وتقوم بالضغط عليها، وتسبب دوالي ثانوية، كما أن الدهون مادة عازلة ترفع من درجة حرارة الخصية.
كما أن الدهون تفرز حول الخصية مواد تشبه هرمون الأستروجين (الأنثوي) الذي يعادل الهرمون الذكري وتؤثر على الكفاءة الوظيفية للخصية، ويتم استئصال تلك الدهون للعلاج.
أن زيادة نسبة الأمراض المكتسبة يرجع إلى التلوث البيئي، وتناول المخدرات والخمور كما أن التدخين له تأثير مباشر على حركة الحيوان المنوي الذي يبطئ حركته.
0 comments:
إرسال تعليق