يعد تكيس المبايض إحدى إعتلالات الغدد الصماء التي تصيب معظم النساء في هذه الأيام حول العالم في سن الخصوبة (أي من عمر 12 إلى 42 سنة)، ويعد أحد الأسباب الرئيسية للعقم عند النساء.
من ميزات المرض انتفاخ المبيضين مع وجود مجموعات صغيرة من السوائل على شكل أكياس تظهر خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية، كما ينقطع الحيض لفترات طويلة ويكون نادر الحدوث في بعض الأحيان بسبب ضعف الإباضة، أيضاً يحدث زيادة في مستوى الهرمونات الذكورية (الأندروجين) مما يتسبب بزيادة نمو شعر الجسد، وخصوصاً الوجه عند منطقة الذقن، وظهور حب الشباب، وبداية ظهور الصلع، ويبدأ الجسم بإكتساب الوزن، لكن في بعض الحالات يحدث العكس، فتكون زيادة الوزن هي السبب في تطور حالة تكيس المبايض.
يتسبب المرض بحدوث مضاعفات مع الوقت، كأمراض القلب والعقم ومرض السكري من النوع الثاني الذي يبدأ بمرض مقاومة الأنسولين، لكن التشخيص المبكر وأخذ العلاج المناسب جنبا إلى جنب مع فقدان الوزن الزائد يقلل كثيرا من حدوث المضاعفات، أيضاً يتسبب تكيس المبايض بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم مقابل انخفاض لمستوى الكولسترول الجيد، والتهاب في الكبد نتيجة تراكم الدهون، وتوقف النفس أثناء النوم، والقلق والإكتئاب، نزول دم من المثانة، الإصابة بسرطان بطانة المثانة نتيجة تعرضها بشكل كبير لهرمون الأستروجين.
تتلخص أسباب ظهور مرض تكيس المبايض ب:
مقاومة الأنسولين: حيث يتسبب عدم استجابة الخلايا للأنسولين الذي يفرزه الجسم إلى زيادة انتاجه وإلى زيادة تركيز السكر في الجسم، الأمر الذي يؤدي إلى تحفيز الجسم لإفراز هرمونات الأندروجين، في المقابل أظهرت الدراسات أن بعض الحالات نتجت فيها مقاومة الجسم للأنسولين بعد الإصابة بتكيس المبايض.
أيضاً يتسبب عدم قيام الخلايا البيضاء بالاستجابة لدخول جسم غريب إلى الجسم بشكل صحيح (فالطبيعي حدوث التهاب في المكان المصاب دلالة على حدوث عمليات دفاع عن الجسم) بتحفيز الجسم لإفراز هرمونات الأندروجين، أما العامل الأهم هو الوراثة، فقد أثبتت الدراسات أن إصابة إحدى إناث العائلة (أم أو أخت) يرفع احتمالية الإصابة بمرض تكيس المبايض.
يكون علاج تكيس المبايض بخطوة أولى مهمة هي ممارسةالتمارين الرياضية واتباع نظام غذائي جيد، الأمر الذي يساعد في فقدان الوزن الزائد وإعادة مستويات الهرمونات إلى وضعها الطبيعي، ثم يأتي غستخدام علاجات لوقف مقاومة الأنسولين والتخلص من مستويات السكر العالية، أيضاً تستخدم موانع الحمل التي تحتوي على هرموني الإستروجين والبروجسترون لتنظيم عملية الإباضة (مشكلتها عدم قدرة المريضة على الحمل خلال مدة تناولها)، وإستخدام منشطات الإباضة للمساعدة على الحمل، كما وجد الأطباء أن استخدام العقاقير التي تحوي مادة الميتفورمن تساعد على إستقرار وتحسن المريض بمقاومة الأنسولين وبنفس الوقت يساعد على تنظيم الدورة الطمثية والإباضة، أما زيادة الشعر فيكون علاجها بأخذ أدوية تخفض مستويات هرمونات الأندورجين في الجسم أو توقف عملها.
هو مرض مزمن ينبغي على المصابة به التكيف والتأقلم معه وإعطاء الإهتمام اللازم لصحتها، وبنفس الوقت دون وضعه دائما نصب عينيها لئلا ينقلب لوسواس يقلق عيشها.
0 comments:
إرسال تعليق