ارجوا اخذ نسخة احتياطية من القالب ندخل في الموضوع بدون إطالة تفضلو ا الكود رمز Code:
‏إظهار الرسائل ذات التسميات * احكام شرعية *. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات * احكام شرعية *. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 20 مايو 2018

الدعاء مخ العبادة

علاج العقم  بالتجربة



أدعوه و أنتم موقنون بالاجابة
قد أجاب دعاء مريم في المحراب
قد أجاب دعاء زكرياء في الصلاة


الدُّعاء ذلك الرَّابط الوشيج بين العبد وربِّه، به تتحقَّق الأمنيات، وتتحسَّن الأحوال، وتهدأ النُّفوس، ويحصل المقصود، ويُجاب السُّؤْل، وترتاح السَّريرة، وتعرف فضل ربِّها عليها.

إنَّ الدعاءَ في اللغة يُرادف الصَّلاة، فصلَّى فلانٌ على فلان: بمعنى دَعا له، وقوله تعالى للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ﴿ وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة: 103]؛ أي: ادْعُ الله لهم.

والصَّلاة في اللُّغة: العطفُ، فإنْ أُضيف إلى الله تعالى سُمِّي رحمة، أو إلى الملائكة سمِّي استغفارًا، أو إلى غيرهما سمِّي دعاءً[1].

والدُّعاء الذي نَعْرِفه هو أن يَسأل العبدُ ربَّه أن يستجيب لحاجته، ويعطيه ما يتمنَّى.

وقد كفل الله تعالى لِمَن يَدْعوه - بقلبٍ خاشع، وفؤاد حاضر، وحواسَّ مُقْبلةٍ عليه - أن يستجيب له، ويُعطيه ما يَصْبو إليه؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ﴾ [البقرة: 186]، وقال: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ﴾ [النمل: 62]، وقال: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]... إلى غير ذلك من الآيات التي تشجِّع على الدُّعاء وترغِّب فيه.

وكذلك، فقد رغَّبَت السنَّة المُطهَّرة في الدعاء وحثَّت عليه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أفضلُ العبادة الدعاءُ))[2]، وقال: ((ليس شيءٌ أكرم على الله من الدعاء))[3]، وقال: ((إن ربكم - تبارك وتعالى - حَيِيٌّ كريم؛ يَستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّهما صفرًا))[4].

ولكنْ للدعاء طائفةٌ من الآداب، ينبغي للمسلم أن يستحضرها ويتمثَّلها إبَّان دُعائه، سنتعرَّفها في تطبيقنا لهذا المثال الجميل من القرآن الكريم.

زكريَّا - عليه السَّلام - ذلك النَّبي الشيخ، هو من أظْهرِ الأمثلة التي لاحظتُها في توكُّله على الله تعالى في كلِّ أموره.

إنَّه رسولٌ من مجموعةِ رُسل بني إسرائيل، قال الله تعالى: ﴿ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [الأنعام: 83 - 85].

وقد عاش - عليه السَّلام - رَدْحًا كبيرًا من الزمن لا يُنْجِب، وبلغ به العمر أقصاه، فعِظامه لانت، وقوَّته خارت، ورأسه غزاه الشَّيب، وقد كان يتمنَّى أن يُرزَق غلامًا رشيدًا نابهًا، يرث منه النبوَّة والعلم.

وكان عِمرانُ وزوجته قد تمنَّيا أن يُرزقا ولدًا؛ حتَّى يجعلاه عتيقًا مفرَّغًا لعبادة الله تعالى وخدمة البيت المقدَّس، ولكنْ رزَقَهما الله تعالى مريم - عليها السَّلام - قال تعالى: ﴿ إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 35 - 36].

فامرأة عمران تمنَّتْ أن تُرزق غلامًا؛ كي يكون موقوفًا على خدمة البيت المقدَّس، ويتخوَّله بالرعاية، ولكن لله الحِكْمة البالغة في ذلك؛ فقد رزَقها بسيِّدتنا مريم - عليها السَّلام - فأخذَتْها، وذهبَتْ بها شطْرَه حتَّى تتربَّى على الأخلاق الكريمة والتقوى، وتنشأ على عبادة الله تعالى منذ النَّشْء.

واختَلف القومُ فيمن يَكْفُلها، فكلُّهم يريد أن يتعهَّد شأنها، واختلفوا فيما بينهم، ويبدو أنَّ أصواتهم قد ارتفعت، وكلُّهم ينادي بكفالتها، وكلُّهم يرى بأحقِّيته في ذلك، إلى أن توصَّلوا إلى حلٍّ يقوم على أن يُلْقي كلُّ شخص يَرغب في كفالتها قلمًا في الماء، والقلَم الذي يجري خلاف الأقلام الأخرى يكون صاحِبُه مستأهلاً لكفالتها، وحدث هذا الأمر؛ قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44]، وجرى قلَمُ زكريَّا - عليه السَّلام - خلاف الأقلام الأخرى، ففاز بشرف رعايتها وكفالتها؛ قال تعالى: ﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ [آل عمران: 37].

وبعدَ أن كفلها زكريَّا - عليه السَّلام - خصَّص لها مثوى في البيت المقدَّس تعيش فيه، ومِحْرابًا خاصًّا به لتتعبَّد فيه، وظلَّت السيدة مريم في المسجد وقتًا طويلاً تَعْبد الله وتسبِّحه وتقدِّسه في مكانها الخاص، لا تغادره إلاَّ غرارًا.

وكان - بِحُكم كفالته لها - يتأوَّبُها كلَّ حين، ويتعهَّدها، ويرعى شأنها، ويطمئِنُّ على أحوالها، وكان كلَّما دخل عليها رأى عجَبًا؛ فاكهة الشِّتاء تكون حاضرة عندها في الصيف، وفاكهة الصيف تكون إزاءها في الشتاء! فتملَّكَتْه الدهشة والاستغراب، ثُمَّ سألها: من أين لك هاته الفاكهة، وهذا الرِّزق؟ فأخبرته بأنَّه من لَدُن الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 37].

لقد قلنا آنفًا: إنَّ زكريَّا قد شاخ، وضوى جسمه، وضعُفَت قوَّته، وأصبح مُسنًّا لا يَقْوى على شيء، ولكن عند رؤيته العجَب العُجاب عند مريم - عليها السلام - علم أنَّ الله تعالى يستجيب دعاء عبده إذا دعاه.

فأصبح يدعو الله تعالى أن يرزقه ولدًا، قال تعالى في سورة مريم: ﴿ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا * إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا * قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا * وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ﴾ [مريم: 2 - 6].

فزكريا قد شرح أسباب دعائه، وعرَضَ ضعفه على القويِّ؛ فهو واهِنُ العظم، أشيب الرأس، يخاف الموالي، وامرأته - فوق كلِّ ذلك - عاقرٌ لا تُنجب، وهو يَطلب الولد!

إنَّ أيَّ شخصٍ غيرِ واثق بالله لو يعلم أنَّ شيخًا كبيرًا لا ينجب، وامرأته عاقرٌ، وقد علاه المَشيب، يدعو الله الولدَ - سيقول إذْ ذاك: لقد جنَّ الشيخ وربِّ الكعبة! ويحدث أن يستهزئ به، أو يسخر منه، ونسي المسكين أنَّ الله لا يعجزه شيءٌ.

إنَّ الله تعالى لا يَطلب منَّا أن نقدِّم لأسباب دعائنا، وأن نَشْرح أحوالنا وأمورنا؛ فهو يعلم السِّر وأخفى - لا يطلب ذلك إلاَّ لأجل أن يستحضر المُحتاج حالة ضعفه، وأن يخشع قلبه، وتَخْضع جوارحه، ويكون منكسرًا صادقًا في دعائه، وقد كان زكريَّا هكذا، فهذا أدَبٌ من آداب الدعاء، ورسنٌ من أرسان قبوله.

ومن آدابه أيضًا: عدَمُ الجهر بالصَّوت؛ فزكريَّا نادى ربَّه نداءً خفيًّا، ويدلُّ هذا الأمر أيضًا على:
1 - حُسْن التأدُّب مع الله تعالى.
2 - مناجاته ربَّه ليلاً.
3 - عدم إزعاجه لمن هم في البيت؛ فقد يكونون نائمين.
4 - صدق دعائه وإلحاحه عليه؛ إذْ لو كان غير صادق أو غيرَ مِلْحاح لما ازْوَرَّ عن النوم، وقام يدعو ليلاً.
5 - إخلاصه في الدعاء؛ لئلاَّ يُمازجه رياء.
7 - صدق توكُّله عليه وشدة ثقته به.

ومن آدابه أيضًا:
أن يُحْسِن العبد ظنَّه بالله حتى في أصعب المواقف، فزكريا حالته - كما يقولون - مستعصية أو مستحيلة! ولكنَّ الله تعالى مَن بيده مفاتِحُ كلِّ شيء إذا أراد شيئًا حدثَ لتوِّه؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [يس: 82]، وليس على الله بعزيزٍ أن يَستجيب دعاء عبدِه إن علم فيه الصِّدق، وحسن اليقين به، حتَّى ولو كان في عُرف الناس من المستحيلات؛ لأنَّك إن استشعرتَ بأنَّك تدعو عظيمًا قادرًا؛ فإنَّه سيستجيب لك، حتَّى ولو كان القدَر يجرى على خلاف ذلك؛ فقد قال الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ولا يرد القدرَ إلا الدعاء))[5].

ومن آدابه أيضًا:
أن تُلِحَّ في الدُّعاء، وتكثر منه، ويكون دَيدنَك ودأبك، وقد نادت الملائكة سيِّدنا زكريا - عليه السَّلام - حتَّى تبشِّره بقبول الله تعالى دعاءه - وهو قائم يدعو ربَّه في المسجد؛ قال تعالى: ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [آل عمران: 39].

نحن إن أحسنَّا الدعاء، فإنَّ الله سيَستجيب دعوتنا وفق ما يُرضينا، وهذا الأمر حدَث مع سيِّدنا زكريا - عليه السَّلام - فقد استجاب الله دعاءه، ولكنَّه استغرب ودُهش؛ إذْ كيف يُمْكِن أن يكون شيخٌ كبيرٌ، وامرأة طاعنة في السنِّ، وفوق ذلك عاقرٌ لا تنجب - كيف يمكن أن يحدث استجابة الدعاء؟! لقد عبَّر عنه سيِّدنا زكريا: ﴿ قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ﴾ [مريم: 8]، ولكنَّ الله تعالى يذكِّره بأنَّ كلَّ الأمور ممكنةٌ؛ ما دام العبد متوكِّلاً على ربِّه، مُحْسنًا ظنَّه به، قال تعالى: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا ﴾ [مريم: 9].

لقد استجاب الله تعالى دعاء زكريا وفق ما يتمنَّاه، وقد بشَّره ببشارات كثيرة:
1 - ستُنْجِب امرأتُه.
2 - تنجب غلامًا، والغلام هو الشابُّ الطارُّ الشارب، أو الكهل، فهذا يعني أنَّه سيعيش إنسانًا طبيعيًّا دون أن يكون للسنِّ الكبيرة والشيخوخة أيُّ أثر سلبي في ذلك؛ فبشارته بغلامٍ من باب اعتبار ما سيكون؛ تيمُّنًا بسلامته، ويدلِّل على ذلك اسمه "يحيَى" الذي لم يكن أحدٌ ليتسمَّى به قبله.
3 - سيكون الغلام واثقًا من نفسه، مُحاطًا برعاية الله تعالى له، داخلاً تحت كنفه ورعايته.
4 - سيكون حكيمًا وهو صبيٌّ.
5 - سيكون رحمة للناس، عطوفًا عليهم.
6 - سيكون تقيًّا مُطيعًا، مُزْوَرًّا عن الذنوب والمعاصي والآثام، مطهَّرًا منها.
7 - سيكون بارًّا بوالديه، كثير الإحسان إليهما، غيرَ عاصٍ ولا متجبِّر عليهما، ولا مخالفٍ لأمر ربِّه.
8 - سيكون زاهدًا متعففًا لا يقرب النساء.
9 - سيكون نبيًّا صالحًا.

ومن ضُروب آدابه أيضًا:
أن يكون الداعي متوضئًا، وزكريا كان يصلي ويدعو ربَّه مطهرًا.

ومن ضروبه أيضًا:
أن يدعو بما هو مباح؛ فتمنِّي زكريا الولدَ هو من قبيل المباحات، وليس من المحرَّمات أو الممنوعات.

إنَّ زكريَّا - عليه السَّلام - مثالٌ جميلٌ للعبد الملحِّ في الدعاء، غيرَ يائس ولا قانط؛ إذِ استجاب الله كلَّ دعاءٍ يدعوه؛ قال تعالى على لسانه: ﴿ وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ﴾ [مريم: 4]، وكيف يقنط مسلِمٌ من دعائه، وقد كفل الله تعالى استجابةَ الدُّعاء له؟ وكيف يَيئس مسلمٌ من دعائه وقد قال تعالى: ﴿ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87]؟

لقد علم أنَّ الله تعالى بيده مقاديرُ كلِّ شيء، وقد كانت مريم - عليها السَّلام - هي المنبِّهةَ له في هذا الأمر، فالذي يجلب فَواكه الشِّتاء في سواء الصيف، قادرٌ على أن يمدَّه بغلامٍ تمنَّى لو يأتي؛ فهو لم يستغرب لِيَيئس، ولم يحسد مريم على ما آتاها الله تعالى، ولم يُكِنَّ لها مشاعر الغيظ والحنق، ولم يتخلَّ عنها ويعلن استغناءه عن كفالتها، بل ذهب يدعو، والدُّعاء متاحٌ لكلِّ النَّاس: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38].

ما أجْملَه من دعاء! وما أحسنَه من طلب! وما أجودها من حاجة!

لقد كان زكريَّا في مكان الفيض الإلهيِّ على مريم، والمعجزة الإلهيَّة ذات الخوارق، فطمع في أن يكون له دعاءٌ مُستجابٌ أيضًا، ففي نفس المكان دعا ربَّه الولدَ، وفي نفس الموضع ألَحَّ في ذلك، وفي نفس المثابة أحسن ظنَّه به سبحانه! يدلُّ على ذلك استعمال الظَّرْف ﴿ هنالك ﴾؛ أيْ: لَم ينتظر طويلاً حتَّى يدعو الله تعالى، فلَرُبَّما توخَّى هذا المكان؛ لما فيه من خصوصيَّةِ نزول الرزق على مريم - عليها السلام.

ومن شروط استجابة الدعاء أيضًا:
أن يكون المسلم متذلِّلاً غيرَ متكبِّر، ولا مختالٍ، مُتواضعًا دونما عُجْبٍ، يُسْرِع في عمل الخير، ويدعو ربَّه في جميع الأوقات والأزمان؛ لينال شرف استجابة الله دعاءه، وزكريا كان يعمل الخير، ويدعو ربَّه في جميع الأطوار والظُّروف؛ في لحظات سعادته وحزنه، قال تعالى: ﴿ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 89 - 90].

ولكنَّ كثيرًا من الناس - إلاَّ مَن رحم الله تعالى - يَدْعو الله في موطن الشِّدَّة، أمَّا في حال سروره وسعادته، فلا يَشكر الله تعالى ولا يحمده، بل يَصْدف عن شكره، وينأى عن عبادته، وكأنَّه لا يعرف الله تعالى إلاَّ في مواطن الرَّزايا! بل تراه يدعو الله إنْ مسَّتْه لأْواء في جميع أحواله، ويلحُّ في الدعاء، قائمًا كان أو جالسًا، أو متَّكئًا أو ماشيًا، ولكن ما أن يفرِّج الله غمَّته، وينفِّس كربته، حتَّى يعود سيرته الأولى!

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [يونس: 12].
وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ﴾ [الإسراء: 83].
وقال أيضًا: ﴿ إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج: 19 - 21].

ومنهم مَن لا يكلُّ ولا يملُّ، ولا يَفْتُر عن طلب العافية والسعة في النِّعمة، ولكن ما أن تحيق به مصيبةٌ حتَّى يَقْنَط من رحمة الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ﴾ [فصلت: 49].

وقد أخبَرَنا القرآنُ الكريم أنَّ كلَّ شخص يعمل وفقًا لهواه في هاته المواطن، قال تعالى: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ﴾ [الإسراء: 84].

وأُشهد الله تعالى أنَّ سيِّدنا زكريَّا قد كان على السبيل السَّويِّ في دعائه؛ فهو لم يَقْنَط ولم يجزع، وبعد أن استُجِيب دعاؤه لم يستكبِر عن عبادته تعالى، بل عرف يده عنده، وفضله عليه، وإنعامه له، ورحمته به، ولم يكن داخلاً في قوله تعالى: ﴿ وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴾ [التوبة: 75 - 78].

فزكريَّا لَم يَكُن منافقًا - وحاشا لله - يدعو الله أن يوسِّع عليه رزقه، ثُمَّ إذا رزقه بغى في الأرض، ونسِيَ الذي رزقه.

ولَم يكن داخلاً في قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ [الحج: 11]؛ فهو لم يشكَّ إطلاقًا في قدرته تعالى على استجابة الدُّعاء، ولم يَستبطِئْه، ولم يتملَّكْه الخوف والشكُّ في ذلك، بل كان يدعو دعاء متَّصِلاً حتَّى استُجِيب له.

والإنسان بِخِيمِه[6] يَشْكر الله في مواطن السَّعادة، ويُسيء الظنَّ به في مواطن البقائع والضِّيق؛ قال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ ﴾ [الفجر: 15 - 16]، ولكنَّ المسلم يَنْماز عن غيره بالحمد في المواطن كلِّها؛ خيرًا كانت أم شرًّا، ويَذْكُرون دائمًا قوله تعالى: ﴿ قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 51]؛ فهم صابرون لا يريمون عنه قِيدَ أنملة.

ننتَقِش إذًا من هذا الأُنْموذج الرائع أنَّ للدُّعاء آدابًا ينبغي للمسلم أن يتمثَّلها دومًا؛ فحضور القلب وانكساره وذلُّه أمام الله تعالى سببٌ في قبول الدُّعاء واستجابته، وكذلك الطهارة أدب من آدابه، والإلحاح فيه، وعدَمُ اليأس أو القنوطِ المفضي إلى تَرْكِه... إلى غير ذلك من الآداب.

أسأل الله تعالى أن يكون دعاؤنا مُستجابًا؛ إنه وليُّ ذلك، والقادر عليه.

[1] أحمد الدمنهوري، "إيضاح المبهم لمعاني السلّم"، دار البصائر، ط1، ص32، 2008.
[2] السيوطي، "الجامع الصغير"، 1281.
[3] الترمذي، "سنن الترمذي"، 3370.
[4] أبو داود، "صحيح أبي داود"، 1488.
[5] ابن ماجه، "صحيح ابن ماجه"، 73.
[6] أي: بغريزته وعادته؛ انظر: الألفاظ المؤتلفة (1/129)












السبت، 21 مايو 2016

أحكام متعلقة بعلاج العقم .

 


 أحكام متعلقة بعلاج العقم .


 
في علاج العقم بواسطة أطفال الأنابيب يتم تلقيح عدة بويضات ثم تزرع بويضتين ملقحتين فقط في معظم الأحيان .
وباقي الأجنة الملقحة يتم التخلص منها. فما حكم ذلك ومتى تبدأ حرمة الإنسان أو الجنين وحقه في الحياة ؟ هل هي بعد التلقيح وتكون النطفة أو العلقة أم متى؟

لقد منع القرار رقم 55 (6/6) بشأن البييضات الملقحة الزائدة عن الحاجة السابق ذكره والصادر من مجمع الفقه الإسلامى، تلقيح أكثر من العدد المطلوب من البيضات والعدد المطلوب يتراوح بين اثنين وثلاث فقط. فالأصل حسب هذه الفتوى والقرار ان لا يكون هناك فائض وعلى فرض وجود فائض فإن الفتوى المذكورة قد نصت على ترك الفائض بدون عناية طبية إلى أن تنتهي حياة ذلك الفائض (تموت البييضات الملقحة بعد بضع ساعات إذا تركت للعوامل الطبيعية دون عناية )، واللقيحة ( الزيجوت- البييضة الملقحة- النطفة الامشاج ) هي أول مراحل تكون الجنين الإنسانى . وهو مرحلة النطفة ولا يعد ذلك إجهاضاً ( سقاطا ً) لأن الإجهاض ( السقط ) هو إخراج محتويات الرحم وهذه اللقيحة لم تدخل الرحم أصلاً. ولم تبدأ بعد مرحلة الانقسامات المتتالية، ويعتبر الإمام الغزالي ومن وافقه من الفقهاء من المتشددين في موضوع الإجهاض، ولكن لم يعتبر العزل كالإجهاض. ورغم أن العزل يؤدي إالي موت النطف ولكن لا قيمة لهذه النطف . وتبدأ قيمتها بعد التلقيح . قال الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين ج 2/65 " وليس هذا ( أي العزل ) كالإجهاض والوأد, لأن ذلك جناية على مولود حاصل، وأول مراتب الوجود أن تقع النطفة في الرحم، وتختلط بماء المرأة، وتستعد لقبول الحياة، و إفساد ذلك جناية، فإن صارت نطفة مغلقة كانت الجناية أفحش، وان نفخ فيه الروح واستوت الخلقة ازدادت الجناية تفاحشاً ومنتهى التفاحش في الجناية هي بعد الانفصال حياً، وقد استدل الفقهاء علي تحريم إسقاط الجنين في مراحله الأولى بقياسه على كسر بيض الحرم ومن كسر بيض الحرم أو إفساده فعليه إثم وعليه أيضا جزاء وقد روى عن النبي صلي الله عليه وسلم (انه أتي ببيض نعام وهو محرم. فقال: " إنا قوم حُرُم، أطعموه أهل الحّل " (الشوكاني نيل الأوطار ج 5/ 20)، فإذا حرم تناول أو أفسده بيض الحرم لاعتبار ماله، فكذلك يحرم قتل الجنين باعتبار ماله، وينقسم الفقهاء في الإجهاض قبل نفخ الروح وهي 120 يوماً منذ التلقيح بناء على فهم جمهور الفقهاء لحديث عبدالله بن مسعود الذي أخرجه الشيخان " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح " ينقسم الفقهاء إلى ثلاث فئات :

الفئة الأولى : 

ويمثلها القول الراجح لدى المالكية والإمام الغزالي في الشافعية. وهم يحرمون الإجهاض منذ اللحظة التي تستقر فيها النطفة في الرحم، ولا يسمحون بالإجهاض إلا إذا تعرضت حياة الحامل للخطر. 

الفئة الثانية:

ويمثلها عدد غفير من فقهاء الشافعية والحنابلة والجعفرية، وهم يبيحون الإجهاض قبل الأربعين عند وجود أدنى سبب مثل مرض الأم أو أن هناك طفلاً رضيعاً للمرأة ولا مرضع له غير أمه الحامل ... ويجيز كثير من الفقهاء الإجهاض في هذه الفترة إذا حدث الحمل نتيجة اغتصاب .

الفئة الثالثة : 

ويمثلها كثير من الأحناف وكل الزيدية وبعض الحنابلة وبعض الشافعية وهم يبيحون الإجهاض ما دام قبل نفخ الروح (120 يوماً منذ التلقيح) عند وجود أدنى سبب لذلك، ويشترطون موافقة الزوج على ذلك وجاء في كتاب الإنصاف للمرادي وهم من علماء الحنابلة (ج 1 / 386) " وقال في الفروع: وظاهر كلام ابن عقيل في الفنون انه يجوز إسقاطه قبل نفخ الروح "، وقال ابن عابدين (من علماء الأحناف) في الحاشية " رد المحتار على الرد المختار "ج 2 / 389 "وقال في النهر (اسم كتاب) أهل يباح الإسقاط بعد الحمل ؟ نعم يباح ما لم يخلق منه شيء إلا بعد مائة وعشرين يوماً "وعلق على ذلك قائلاً (وهذا يقتضى أنهم أرادوا بالتخليق نفخ الروح وإلا فهو غلط لأن التخليق يتحقق قبل هذه المدة)، وقد اصدر المجمع الفقهي (رابطة العالم الإسلامى ) في دورته الثانية عشر المنعقدة بمكة المكرمة (15-22 رجب 1410هـ / 10-17 فبراير 1990) القرار الرابع بشأن إسقاط الجنين المشوه خلقياً وقد قرر المجمع بالأكثرية، " إذا كان الحمل قد بلغ مائة وعشرين يوماً لا يجوز إسقاطه ولو كان التشخيص الطبي يفيد انه مشوه الخلقة إلا إذا ثبت بتقرير لجنة طبية من الأطباء الثقات المختصين ان بقاءه فيه خطر مؤكد على حياة الأم فعندئذ يجوز إسقاطه سواء كان مشوهاً أم لا دفعاً لأعظم الضررين، " قبل مرور مائة وعشرين يوماً على الحمل إذا ثبت وتأكد بتقرير لجنة طبية من الأطباء المختصين الثقات، وبناء على الفحوص الفنية بالأجهزة والوسائل المختبرية أن الجنين مشوه تشويهاً خطيراً غير قابل للعلاج وأنه إذا بقي وولد في موعده ستكون حياته سيئة وآلاما عليه وعلى أهله فعندئذ يجوز إسقاطه بناء على طلب الوالدين " .

خفض عدد الأجنة : 

في بعض مراكز علاج العقم ( أطفال الأنابيب ) لا يزال بعض الأطباء يرجعون ( عدد ) أربع أو أكثر من اللقائح وكما يعلم الجميع فإن الحمل بهذا العدد من الأجنة يحمل مخاطر كثيرة على الأم والأجنة فما حكم حقن مادة في قلب الأجنة لقتلها وإبقاء اثنين أو واحد فقط حسب اختيار الأبوين ؟ وهل من إثم على الطبيب في عمله ( أي قتل الأجنة ) ؟ 
لقد أوضحنا فيما سبق وضوح الفتاوى من المجمع الفقهي بعدم إعادة أكثر من العدد المطلوب من اللقائح وقد نصت توصية المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بعدم إعادة أكثر من لقيحتين أو ثلاث على الأكثر وذلك منذ عام 1982 ثم جاءت القرارات من ألمانيا والنرويج ودول الشمال الأوربي بنفس القرار وكأنهم تبعوا في ذلك توصيات العلماء والأطباء من المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية في الكويت التي كان لها فضل الريادة والسبق.... ثم أصبح هذا أمرا متعارفاً عليه في الدوائر الطبية في جميع أنحاء العالم.... واعتبر من يعيد عدداً كبيراً من اللقائح مخالفاً لأصول المهنة، ويعاقب على ذلك بعقوبات شديدة تصل الى فصله من المهنة، أو إيقافه لفترة، أو أي عقوبات أخرى، بالإضافة إلى ما يجب عليه من تعويضات مالية قد تصل لملايين الدولارات للمرأة الحامل بعدد كبير من الأجنة، ومن أغرب الأمور أن يقوم طبيب بإعادة خمس أو ست لقائح ثم يقوم هو بعد أن تنمو بقتلها، وهو مخالف للطب والشرع والمنطق والعقل وتجب عليه عقوبات عدة تنظيمية وشرعية .... ومن الشرعية وجوب الغرة لكل جنين أسقطه.... وقد يحدث ما هو أشنع من ذلك كله فيتسرب البوتاسيوم الذي يحقن في قلوب الأجنة إلى الأم فيقتلها وقد حدث ذلك بالفعل..... وهي جرائم بعضها أشنع من بعض، وعلى مثل هذا الطبيب تقع الديات المتعددة، والعقوبات الأخرى بالإضافة إلى الإثم، والى مخالفته أصول المهنة، وجهله بما استقر الأمر عليه في جميع الدول المتقدمة وهو مخالف بكل تأكيد للطب والشرع وأحرى بمثل هذا أن يمنع من ممارسة جرائمه فوراً ولا يمكن من خلق الله يعرضهم للمخاطر وللقتل المتعمد أو شبه المتعمد .

الرحم المستأجر : 

ما هو حكم الرحم المستأجر حيث تؤخذ بويضات من الزوجة وتلقح بسائل الزوج في امرأة أخرى لحين وقت الولادة ؟
لقد منعت القرارات والفتاوى العديدة من المجامع الفقهية دخول طرف ثالث في عملية الإنجاب التي ينبغي أن تتم بين الزوجين حال قيام الزوجية وعدم انفصامها أو طلاق .

والمقصود بالطرف الثالث :

1- نطفة ذكرية متبرع بها (حيوان منوي) .
2- نطفة أنثوية متبرع بها (بيضة) .
3- لقيحة جاهزة (فائضة من مشاريع أطفال الأنابيب) .
4- رحم مستأجر أو متبرع به ويدعى أيضاً الرحم الظئر.
5- خلية جسدية ( إستنساخ ) .

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More